الاستفهام في نسيب ابن زيدون

الملخص

لقد تناول هذا البحث إحدى الظواهر البلاغية المعروفة، وقد تمّ رصدها والبحث عنها في ديوان الشاعر ابن زيدون؛ لما عرف عنه من الحس المرهف المتأثر بالطبيعة الخلابة التي عاش الشاعر في كنفها، فضلًا عن لواعج وآلام الحب والعشق التي كان يعاني منها الشاعر بعد انتهاء علاقته بولادة بنت المستكفي، ولِما يخرج الاستفهام من غرضه الأصيل لمحاور بلاغية تعبر عن شجون الشاعر. إنّ حياة ابن زيدون الأدبية وحسه المرهف وطبيعة الأندلس وحبه لولادة أهّلوه ليكون شاعر الأندلس الأول، فشعره صدى لعاطفته المرهفة وحبه لأرضه وطبيعتها وحبه لولادة؛ فغزل ونسيب ابن زيدون جمع بين حب الطبيعة وحب ولادة، أما أسلوبه الفني فكان يأتي على شكل قصائد غزلية مستقلة أو مقدمات غزلية طويلة ومتوسطة لقصائد مدحية، وهي بالجملة تشكل ثلث ما ورد في الديوان. فكان استخدام المحسنات اللغوية عند ابن زيدون ومنها أدوات الاستفهام في القصائد الغزلية وخروجها لمعانٍ مجازية، قد زاد شعر النسيب عند ابن زيدون بهاءً وجمالًا.