اشتغال الاستعارة في المنجز الروائي المغربي، روايات عبد الرحيم جيران نموذجا

الملخص

يندرج هذا المقال ضمن الدراسات التي تستثمر مقاربات اللسانيات المعرفية في تحليل الخطاب الروائي، ويقترح قراءة في روايتي "الحجر والبركة" و"كرة الثلج" لعبد الرحيم جيران، من خلال منظور الاستعارة التصورية كما بلورها كل من جورج لايكوف ومارك جونسون. ويستند المقال إلى فرضية مفادها أن الرواية لا تكتفي بسرد الوقائع، بل تُعيد تشكيل التجربة الإنسانية عبر بنيات استعارية تسهم في بناء التصور، وتمثيل الذات والعالم والعلاقات الاجتماعية..

يقوم التحليل على التمييز بين نوعين من الاستعارات: الاستعارات الوضعية، التي ترتكز على مفاهيم عرفية راسخة في الوعي الجماعي، مثل استعارات الاتجاه والتجسيد، والاستعارات الإبداعية، التي تُنتج مشابهات جديدة وغير مألوفة، تفتح إمكانيات غير متوقعة في إدراك التجربة وتمثلها. وقد أظهر الاشتغال الاستعاري في الروايتين قدرة عالية على تأطير المعاني العميقة المتعلقة بالهوية، والتحول، والسلطة، والانكسار الإنساني.

كما تكشف الدراسة عن حضور كثيف للبعد المفهومي في الكتابة الروائية لعبد الرحيم جيران، حيث تتحول الاستعارة إلى أداة لنسج عالم ممكن، يتم فيه تفعيل بنى تصورية تتجاوز البُعد الجمالي نحو أداء معرفي تأويلي. وبهذا المعنى، تُمثل الرواية عند جيران مختبرًا لتوليد المعنى عبر اللغة، واستثمارًا دقيقًا للاستعارة باعتبارها أفقًا للتفكير لا مجرد زينة لغوية.