الميتاسرد في رواية "حكاية وهم" لأحمد المديني من حكاية الجثة إلى حكاية الكتابة

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف الوظيفة الميتاسردية في رواية حكاية وهم لأحمد المديني، من خلال تحليل كيف تحولت الحكاية من مجرد سرد للجثة إلى خطاب تأملي حول الكتابة ذاتها. إذ تنفتح الرواية على أفق سردي متشظ يتجاوز البنية الكلاسيكية، متوسلة بالميتاسرد كآلية تقويضية لإعادة التفكير في شروط الحكي وآلياته. وتستدرج الذات القارئة إلى التفاعل مع نص لا يمنح مفاتيحه بسهولة، بل يفرض تعاقدا جديدا يتأسس على الشك وانعدام الثقة، بوصفها مداخل ضرورية للتلقي المنتج.

ينقسم التحليل إلى ثلاث محاور كبرى: أولا، الميتاسرد بوصفه تأملا في مكونات الحكاية (اللغة، الشخصية، وشروط التلقي)، حيث تتجلى هشاشة المرجع أمام سلطة اللغة وتحولات الهوية. ثانيا، دراسة السارد باعتباره بديلا نصيا للمؤلف الضمني، يسعى لفك شفرة الرواية واستكمال سردها، في تواطؤ مستمر مع القارئ الضمني. ثالثا، تقترح الرواية رؤية تأملية لنفسها، إذ تنخرط في نقد ذاتي لبنيتها وتعيد تشكيل موقع القارئ عبر خطاب واع بأدواته وتداعياته.

وفي القسم الأخير من المقال، يطرح البرنامج الميتاسردي كإطار نظري مستمد من السيميائيات السردية، لتحليل دينامية الذات في سعيها نحو تحقيق موضوع القيمة (نهاية الحكاية). ويبين التحليل أن الرواية تؤسس مسارا سرديا مزدوجا، يتقاطع فيه الحكي بوصفه استيهاما، مع الميتاحكي بوصفه وعيا نقديا بالعملية السردية. هكذا تتحول حكاية وهم إلى رواية تتحدث عن نفسها، وتكتب حكاية كتابتها، في سعي نحو رواية مفتوحة على تعدد القراءات والتأويلات، تنخرط في تأسيس تصور حداثي للسرد المغربي.