واقع ظاهرة العنف في الوسط الرياضي الجزائري

الملخص

الرياضة نشاط فكري بدني، الأمر الذي يجعل منها محل استقطاب لشريحة واسعة وغير متجانسة من أفراد المجتمع البشري. وهي بذلك فسحة للتنافس بين شخصين ومشجعين أو فريقين ومناصرين، يطمح كل واحد منهم للفوز على الآخر. وأمام هذا الحماس والاندفاع الواعي أحيانًا وغير الواعي أحيانًا أخرى، يحدث التصادم مما ينجر عليه عنف رياضي متعدد الأنواع والألوان، أسبابه وعوامله تتنوع ما بين بيئة تنظيمية ونفسية واجتماعية.

لقد أصبحت ظاهرة العنف الطابع الغالب على الرياضة التنافسية. فهي ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية، ولكن المؤسف والمقلق في الآونة الأخيرة هو تعدد مظاهر العنف وتغير طبيعته. حيث تعدى العنف حدود المستطيل الأخضر، وأصبح يمارس في الشوارع والمنشآت والأحياء السكنية والمؤسسات التربوية والاجتماعية. واتخذ من تحطيم المنشآت والهياكل الرياضية والممتلكات العامة والخاصة وسيلة للتعبير عن التذمر من الانهزام والفشل، والتعويض عن خسارة مقابلة كروية، وحتى أصبح يعبر أحيانًا عن الفرحة بالفوز والانتصار بالتخريب والسباب والشتائم وغيرها.

سنحاول من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء على هذه الظاهرة المتفاقمة بشكل خطير، ورصد الأفكار والدوافع التي تقف وراءها. كما سنضع تصورًا لحلول علمية وفق مقاربات نفسية واجتماعية وقانونية وأمنية، وكذا اقتراح إجراءات وقائية حول الظاهرة. فبعد أن كانت الرياضة بصفة عامة والمنافسات بصفة خاصة وسيلة وفضاءً شريفًا لنقل القيم والمبادئ والأخلاق والتعارف والتقريب بين الشعوب والأمم.